العيون الساقية الحمراء
العيون الساقية الحمراء منطقة تقع جنوب المغرب، وتضم جزءًا كبيرًا من الصحراء الغربية، وهي منطقة ذات وضع معقد ومتنازع عليه. تتميز المنطقة بمناظرها الصحراوية الشاسعة، بما في ذلك كثبان رملية متدحرجة وهضاب صخرية وواحات نائية. مدينة العيون، أكبر مدن المنطقة، هي المركز الإداري، وتشتهر بشوارعها الواسعة وبنيتها التحتية الحديثة وأسواقها النابضة بالحياة. على الرغم من موقعها النائي، تُعد العيون مدينة نابضة بالحياة ذات اقتصاد متنامٍ، مدفوعًا بشكل كبير بصناعة صيد الأسماك وتعدين الفوسفات. تتميز البيئة الصحراوية في المنطقة بقسوتها وجمالها، مما يُمثل تناقضًا صارخًا بين مساحات الرمال الممتدة والواحات الخضراء التي تُشكل شريان حياة للمجتمعات المحلية. تُعتبر الواحات موطنًا لمجتمعات أمازيغية (بربرية) وصحراوية تقليدية، تكيفت مع البيئة الصعبة على مر القرون. تحافظ هذه المجتمعات على أسلوب حياة فريد، بما في ذلك الحرف التقليدية والموسيقى والمأكولات، التي يُمكن للزوار تجربتها خلال رحلاتهم. تتميز المناطق الساحلية في العيون-الساقية الحمراء بأهمية كبيرة، إذ يمتد ساحلها الأطلسي الطويل على بعضٍ من أكثر الشواطئ نقاوةً ونقاءً في المغرب. تشتهر مدينة طرفاية، الواقعة على الساحل، بمنارتها التاريخية وارتباطها بالكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري، الذي عاش هناك أثناء عمله طيارًا للبريد الجوي. كما يتميز الساحل بغنى الحياة البحرية، مما يجعله وجهةً شهيرةً لصيد الأسماك ومراقبة الطيور. ويضيف الوضع السياسي للمنطقة، كجزء من الصحراء الغربية المتنازع عليها، مزيدًا من التعقيد إلى هويتها، في ظل التوترات المستمرة بين المغرب وحركة الاستقلال الصحراوية. ومع ذلك، لا تزال المنطقة مفتوحة للزوار، مما يوفر فرصةً فريدةً لاستكشاف جزءٍ من المغرب يتميز جغرافيًا وثقافيًا. من مدينة العيون الحديثة إلى المناطق الصحراوية والساحلية النائية، تُعد العيون-الساقية الحمراء منطقةً مليئةً بالتناقضات، حيث يمتزج جمال المناظر الطبيعية مع مرونة وتنوع سكانها.